- التعاون
تُركّز مدينة تاراغونا إدارة إحصاءات البلديات في أداة ويب واحدة: DigiCanvis
برز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم القوى التحويلية في القرن الحادي والعشرين، ليصبح جزءًا أساسيًا من رقمنة الحكومات حول العالم. يتيح استخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارات العامة أتمتة العمليات الداخلية والخدمات العامة، وتخصيص رعاية المواطنين، وتحسين عملية صنع القرار والقدرات التنبؤية، وكشف الاحتيال، وإثراء التعلم وجودة عمل الموظفين العموميين. ووفقًا لمعهد آلان تورينج، يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة ما يصل إلى 84% من المعاملات المتكررة في الخدمات العامة، مما يوفر ما يعادل 1.200 سنة عمل سنويًا. على الرغم من هذه الإمكانات، لا يزال اعتماد الذكاء الاصطناعي في القطاع العام متأخرًا عن القطاع الخاص.
نشرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقريرا جديدا "الحكم بالذكاء الاصطناعي" حيث حلل أكثر من 200 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي في 11 وظيفة حكومية رئيسية. تُظهر النتائج أن الذكاء الاصطناعي يتجلى بوضوح في تقديم الخدمات العامة، وإدارة العدالة، ومشاركة المواطنين، بينما يقتصر استخدامه على تقييم السياسات، وإدارة الضرائب، وإصلاح الخدمة المدنية. ويُفسر هذا التوزيع بتنوع الاستخدامات الممكنة في بعض المجالات (مثل الخدمات العامة)، وبالقيود التنظيمية أو التقنية في مجالات أخرى (مثل إدارة الضرائب أو الإصلاح الإداري).
تعتمد حالات الاستخدام الأكثر شيوعًا على مناهج تقليدية قائمة على القواعد أو تقنيات التعلم الآلي، بينما لا يزال الذكاء الاصطناعي التوليدي (مثل نماذج اللغات الكبيرة) نادرًا. تتمثل المزايا الرئيسية المُحددة في أتمتة العمليات، وتحسين عملية اتخاذ القرار، واكتشاف الشذوذ أو الاحتيال.

من التحديات الملحوظة في التنفيذ: نقص الكفاءات المتخصصة، وصعوبة الوصول إلى البيانات عالية الجودة ومشاركتها، والتكاليف المالية، والجمود التنظيمي، وقِدم البنية التحتية التكنولوجية. ولا تزال العديد من المبادرات في مراحلها التجريبية أو التمهيدية (60%) بسبب هذه العوائق. كما أن غياب آليات الرصد والتقييم يُصعّب قياس الأثر وكشف المخاطر.

لا يوجد تبنيٌ للذكاء الاصطناعي خالٍ من المخاطر. فالخوارزميات المتحيزة قد تُسفر عن نتائج سلبية؛ وإساءة الاستخدام قد تنتهك الحقوق الأساسية؛ وغياب الشفافية وفهم الجمهور قد يُضعف ثقة المواطنين؛ والاعتماد المفرط قد يُوسّع الفجوة الرقمية ويُفاقم الأخطاء النظامية. وهناك أيضًا خطر فقدان الوظائف إذا حل الذكاء الاصطناعي محلّ موظفي القطاع العام بدلًا من تعزيز قدراتهم.
إن عدم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي يحمل مخاطر أيضًا: إذ تُفوَّت فرص التحسين، وتتسع الفجوة مع القطاع الخاص. يجب على الحكومات تبني الذكاء الاصطناعي لتلبية مطالب المواطنين المتزايدة وتعزيز الثقة في المؤسسات. إن الانتظار حتى تُحل جميع المسائل المجهولة قد يُحيل القطاع العام إلى دور سلبي ومكلف.

وللاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي والتخفيف من مخاطره، توصي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الحكومات بنشر ما يلي:
تشجع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على إعطاء الأولوية للتطبيقات عالية الفائدة ومنخفضة المخاطر، والتوجه نحو الذكاء الاصطناعي الشفاف والأخلاقي والآمن. لا تزال معظم الحكومات تفتقر إلى آليات لقياس نتائج وتأثيرات الذكاء الاصطناعي بشكل شامل، وهو ما ينبغي أن يكون أولوية.
يمكنك استشارةالتقرير الكامل.
مرجع: منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (2025)، الحكم بالذكاء الاصطناعي: الوضع الراهن والطريق إلى الأمام في الوظائف الحكومية الأساسية، OECD Publishing، Paris، https://doi.org/10.1787/795de142-en